حياتهما تمثل الصداقه الروحيه الحقه حيث يلتقي الاثنان معا في حبهما للرب وميلهما للتأمل وعشقهما للملكوت يمارسان الصداقه في أعمق صورها لبنيان النفس
عاش والدا ابوللو امان وزوجته ايتي في مدينه بانوبوليس الكبري ( حاليا اخميم ) وكانا يسيران بخوف الله محبين لزياره الاديره ولم يكن لهم ابن ، رأت ايتي كما في حلم إنسانا بهيا يحمل نبتا صغيرا في يده غرسه في منزلها ، أزهر ثم قدم فاكهة قطفت ايتي من الثمر واكت فوجدته حلوا للغايه ثم قالت في الحلم ربما ارزق بطفل تكون له لذه مشابهه لمذاق الفاكهه ، روت ايتي الحلم لرجلها ومجد الاثنان الله وازدادوا في تقواهما ومحبتهما لله خاصه الصلاه فكثيرا ما كانت تقوم ايتي في منتصف. الليل تسبح الله كما كانت تقضي أوقاتا طويله في النهار تصلي ، وأخيرا وهبها الله الطفل ابوللون الزِّي تربي بفكر إنجيلي في حياه كلها تقوي محبا لحياه البتوليه مشتاقا للرهبنة وكان له صديق حميم يدعي ابيب ارتبطا معا في الفكر وتلاقت اشتياقاتهما الرهبانية معا ، كان ابيب مثل ابوللون تقيا من حداثته يمارس الحياه النسكية محبا لافتراق الارض يقضي وقته في دراسه الكتاب المقدس والتأمل مع الصلاه ، كان والده يوبخه مطالبا إياه الا يكرس وقته كله للعبادة حتي ينال مركزا مرموقا في المجتمع مثل اخوته ، وكان يتقبل التوبيخ في هدوء داخلي وصمت وكان والده وإخوته يتعجبون فيما بينهم علي رقه أحاسيسه والهدوء بالرغم من تظاهرهم لتوبيخه ، اشتد المرض جدا بالوالد وكان قد غضب من ابنه بسبب ميله للوحدة والعبادة فأصر الأبناء ان يلتقي الوالد بأخيهم وان كانوا قد خشوعا من ثوره ابيهم علي ابيب وسط مرضه الشديد ، بالفعل جاء ابيب وكله حياء وهدوء واذ ناداه والده قال للابن صَل يا بني الي الرب لكي لا يحاسبني علي ما سببته لك من احزان وضيقات ، انت تطلب الله وحده اما فكنت اسلك بأحاسيس بشريه وكان الأب ممسكا بيدي ابنه مجهشا بالبكاء . جمع الأب أولاده ليشير الي اخيهم ابيب وهو يقول من الان هذا هو أبوكم ومعلمكم اسلكوا بضمير حي حسبما يقول لكم وها أنتم ترثون إملاكي كما أوصيت لكل واحد منكم ، تاثر الأبناء جدا وتجلت الابدية امام اعينهم بينما كان والدهم يسلم الروح ، استلم ابيب الميراث ووزعه عليهم اما نصيبه فقدمه للفقراء .انطلق ابوللون مع صديقه ابيب الي احد الاديره حيث سكن كل منهما في قلايه منفردة يمارسان حياه الاتحاد مع الله والنسك بفكر روحي إنجيلي . كانا يلتقيان من وقت الي اخر ليسندا بعضهما في الرب واذ مرض ابيب أسرع اليه ابوللون ليساعده في مرضه ، في بشاشه وسط الآلام القاسية اعتذر ابيب لابوللون اتركني يا اخي بمفردي مع الرب وعندما تحين ساعتي أناديك ، حزن ابوللون جدا وامتلأت عيناه بالدموع وهو ينسحب من قلايه أخيه مدركا انه يفقد سندا له في جهاده واخا معزيا له لكن ادراكه للملكوت وثقته في صلوات أخيه عنه في الفردوس ملائته تعزيه ، أرسل اليه ابيب يستدعيه واذ دخل قلايته سمعه يقول بصوت خافت أسرع تعال سريعا الي اللقاء في الفردوس ولم يجد ابوللون فرصه ليقبله فيجد نفس أخيه منطلقه وكان ذلك في ٢٥ ابيب . صار ابوللون وحيدا فترك قلايته وانطلق حيث اشتم الناس رائحه المسيح الذكيه فيه يطلبون بركته وإرشاده وكان كثيرا ما يحدثهم عن أخيه المحبوب ابيب ، عاش القديس ابوللون في عصر القديس مقاريوس المصري الذي كان يشعر برغبه في الاستماع اليه . تنيح القديس ابوللون في شيخوخه صالحه ، تعيد الكنيسه بذكري نياحتهما في ٢٥ بابه . هنا يجب ان نقف امام قصه حياه القديسين ابوللو وابيب ونتعلم منها مدي حاجه الانسان الي محبيه في وقت المرض خاصه اذا اشتد وشعر انه مرض الموت ، في نفس الوقت نضع امام اعيننا الحياه الابدية من خلال الصداقات الروحيه التي تقودنا الي حياه العباده والتقوي ونبتعد عن المعاشرات الغير روحيه التي تقودنا الي الهلاك بركه صلوات القديس ابوللون والقديس ابيب تكون معنا أمين