تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بصوم السيدة العذراء فى شهر أغسطس من كل عام ، صوم ينتظره الأقباط نظراً لمكانة السيدة العذراء فى الكنيسة .
والسيدة العذراء لها مكانة كبيرة وعظيمة فى كنيستنا القبطية ، وعلى سبيل المثال صلوات الأجبية ، فالكنيسة تخصص لها القطعة الثالثة بعد الإنجيل ، وفى صلاة الساعة الثالثة فى القطعة الثالثة تبدأ الطلبة بـ ” يا والدة الإله أنت الكرمة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة ” وهى جملة تلخص بالحقيقة سبب كرامة السيدة العذراء فى كنيستنا فهى الكرمة كما أنها بالحقيقة من حملت عنقود الحياة .
وسنستعرض بشئ من التفصيل هاتان النقطتان لنعرف سبب كرامتها فى الكنيسة .
١ – الكــرمــة الحقيـقيــة
السيد المسيح يقول عن نفسه ” أنا الكرمة وأنتم الأغصان ” (يو١٥: ٥)
وفى موضع آخر فى نفس الأصحاح يقول ” أنا الكرمة الحقيقية وأبى الكرام ” (يو١٥: ١) . والبعض يسأل كيف يمكن أن يلقب كل من السيد المسيح والسيدة العذراء بالكرمة الحقيقية فى ذات الوقت . فالسيد المسيح له ألقابه الخاصة به والتى لا تستخدم لأحد سوى له ، فكيف يستخدم لقب الكرمة الحقيقية الذى لُقب له للسيدة العذراء ؟
ويعلمنا المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث أن السيد المسيح حينما قال ” أنا الكرمة وأنتم الأغصان ” كان ذلك ليوضح علاقته بنا .. فكما أن الكرمة تغذى الأغصان فتثبت فى الكرمة وتعطى ثمراً هكذا نحن نتغذى به وأن ثبتنا فيه نعطى ثمراً كوصيته ” أثبتوا فىَ وأنا فيكم . كما أن الغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاته إن لم يثبت فى الكرمة كذلك أيضاً أنتم ان لم تثبتوا فىَ ” (يو١٥: ٤) .
فى حين انه حينما لُقبت السيدة العذراء بالكرمة الحقيقية كان هذا من جهة ولادتها للسيد المسيح ، فكما أن الكرمة تلد عنقود الحياة هكذا السيدة العذراء ولدت لنا مصدر الحياة السيد المسيح .
+ فى أمومتها
السيدة العذراء هى الكرمة الحقيقية فى أمومتها ، فإن كان المرتل داود النبى يدعو كل أم بالكرمة المثمرة ” إمراتك تصير مثل كرمة مثمرة فى جوانب بيتك وبنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك ” (مز١٢٨ : ٣) فبالأولى تكون أمنا العذراء هى الكرمة الحقيقية .
فإن كان كل الأمهات كروم فى بيوتهن ، إلا ان السيدة العذراء تبقى وحدها الكرمة الحقيقية فى وسطهم . وأن كان بنو هؤلاء الكروم هم غروس الزيتون .. الا أن من حملته يبقى وحده هو عنقود الحياة .
+ فى عذراويتها
السيدة العذراء هى الكرمة الحقيقية فى عذراويتها – فهى الوحيدة بين العذارى التى أختارها الله ليتجسد منها ، ويبشرها ببشارة إشتهت ان تسمعها بقية العذارى
+ هى الكرمة الحقيقية مقارنة بنا نحن الأغصان من جهة سماعها والتصاقها بتعاليم المخلص
ففى الوقت الذى استمع فيه الناس ( أى الأغصان ) لتعاليم السيد المسيح لمجة ثلاثة سنوات ونصف منذ بدء خدمته فى سن الثلاثين ، كانت هى الكرمة الحقيقية من جهة سماعها بل وكانت شاهدة لمواقف ومعجزات طيلة ثلاثين سنة قبل بدء خدمته هى فى مجملها عشرة أضعاف مدة خدمته على الأرض بحسب الجسد
٢ – الحامــــلة عنقـــود الحيــــاة
كرامة السيدة العذراء أيضاً فى كونها حملت عنقود الحياة السيد المسيح – الذى داس المعصرة وحده كى ما يعطينا دمه الحقيقى نشربه فنحيا به ويكون لنا حياة أبدية ” من يأكل من جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية “(يو٦: ٥٤ )
فعنقود الحياة الذى هى السيد المسيح تغذى من الكرمة الحقيقية التى هى السيدة العذراء وفى نفس الوقت نالت هى به الخلاص ” تبتهج روحى بالله مخلصى ” ( لو١: ٤٧)
هو تغذى منها جسدياً .. وهى حيت وخلصت به
نسأل والدة الإله أن تتشفع لنا كيما نثبت فيه ونعطى ثمراً . أمين