هل هى نهايه أم بدايه ؟
التسليم بالأشياء خدعة كبيرة من خدع الشيطان يعرفها كل من مرت عليه نهايه غير متوقعة ، فقد صار الجليد ينصهر وأختطلت فصول العام وتسارع الوقت وتغيرت الأزمنة . إذا فلماذا نعتقد أنه ان نمنا سنقوم فى الصباح ؟ أو ان قدنا السيارة سنصل إلى وجهتنا المطلوبة ؟ لماذا نعتقد انه بعد كل امتحان فى الحياة نجاح ؟ لماذا نصدق ان الحال لابد وان يبقى على حاله ؟ الا ترى معى ياعزيزى القارئ ان بعض المُسّلمات إنما هى اكذوبة لاجل تأجيل توبتنا وخلاصنا . إذا فهى خدعه للتناسى أو التأجيل وأحيانا اليأس والخضوع فى انه لا أمل فى التغيير وان كل شئ سيبقى كما هو .
ليس هكذا ! مع رب الكون فقد علمنا أن لا نتخذ الأشياء على قبيل المُسّلمات ، فيعقوب المدلل قد هرب من وجه أخيه ، لا حقاً هرباً ثم أنظر اليه بعد ما يقرب من خمسة عشر عاماً فى الغربة عند خاله لابان . انظر اليه راجعاً هو وأولاده وعبيده وممتلكاته حتى ان عيسو يتقبل عودته ، نهاية غير متوقعه لبدايه جديده .
يوسف كانت نهايته حتميه إما عبد فى بيت من بيوت المصريين “ام سجين فى سجون فرعون لكن انظر إلى النهاية غير المتوقعة إذ حفظه الله لاستبقاء حياة ابيه واخوته وشعوب كثيرة لبداية اختبارات عديدة .
موسى كانت نهايته غير مشكوك فيها ، غرق مؤكد فى نهر النيل مثل باقى الاطفال حسب أمر فرعون لكن انظر إلى نهايته غير المتوقعة .
أنظر إلى نعمى وراعوث امرأتان لا حول لهم ولا قوة ، نظرة استعطاف وهمسات الشفقة كادت تخنق كل من يمر بتجربتهما ، ولكن انظر معى إلى النهاية غير المتوقعة .
وأعبر ملئ الزمان وانظر إلى أمرأة نايين تنتحب على فراق وحيدها والنهاية المُسلم بها هى ان يُدفن فى القبر ولكن غير المتوقع ان يلقاها يسوع فى الطريق ويقيم ابنها من موت الجسد كما اقام السامرية من موت الخطية التى كانت نهايتها المتوقعة أمرأة شريرة تموت فى شرها ولكن النهاية ان ترتوى بماء الحياة وتبشر لكل بلدها بالرب يسوع فى بداية العهد الجديد .
وانظر إلى اصحاب الساعة الحادية عشر تجد ان السيد أحسن أخرتهم وكافأهم على عملهم القليل وكانت نهاية غير متوقعة.
الخمسة عذارى الجاهلات خدعتهن فكرة التسليم بالاشياء ، فكرة الدخول ألى العرس شئ مُسلم به ، ولكن خاب ظنهم وتوقعاتهم وكانت نهاية غير متوقعة انظر ألى يمين ملك الملوك المصلوب من اجل خلاصنا وكيف كانت نهاية اللص اليمين بداية لملكوت ابدى .
انظر ألى صليب رب المجد وكانت النهاية التى يتوقعها البشر هو موت البار ولكن النهاية غير المتوقعة للبشريين هى قيامته وصعوده وجلوسه عن يمين ابيه بل ومجيئه ليدين الاحياء والاموات كما اخبرنا الصادق والثابت والامين فى وعوده إلى الابد .
انظر إلى عمالقة الشر شاول وكيف صار رسولاً للأمم ؟، وموسى الأسود وكيف صار الأنا موسى ” ابو قلب دهب ” كيف خرج العشار مبرراً دون ذاك انها نهايته غير متوقعة لبدايات مجيدة .
ومن تراه هناك أريانوس الوالى قاسى الرقبة وكيف اّمن بالرب بعد أن أستشهد على يديه كثير من قديسينا وكيف اننا نتبارك به وبرفاته إذ سفك دمه على أسم مخلصنا . نهاية المُسّلمات نهايات غير متوقعة .
نعم إن إلهنا لا يريدنا أن نأخذ الأمور حولنا كأشياء مُسلم بها فيغير الطبيعه ويغير الممالك والحكومات لأن به ومنه وله كل الأشياء ، لذلك لابد الا نتهاون فى خلاصنا ولا تجعل أحد يسرق اكليلك . فلا تتكاسلى يا نفسى فى طلب التوبة ولا تؤجلى وقفة صلاتك ولا تنسى كتابك أنظرى لئلا تُلقى خارجاً مع القارعين باب السماء صارخة يارب قد علمت فى مجامعنا ومشيت فى شوارعنا وكأنه امر مُسلم به ، تذكرى دائماً يا نفسى ان ملكوت الله يُغصب والغاصبون يختطفونه ، نعم قد دفع الثمن وعربون دخول الملكوت فجاهدى لئلا تلقى خارجاً .
الامر المسلم به هو ان الله خلقك على صورته ومثاله ويريد لك وللجميع ان يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ، الامر الوحيد المُسلم به هو قصة خلاصك لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد كى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية .
فمع نهاية عام وبداية عام أّخر ان كنتى قد عبرت إلى هذه اللحظة بسلام فاحذرى يا نفسى لئلا تكون نهايتك ، فكل يوم هو ليس ملك لك إنما هبه وعطية من صانع الخير من أجل ضمان خلاصك. فتمهل علىّ ياسيدى واعنى لان ثقل النهار وحره لم احتمل من اجل ضعف بشريتى ولكن احسبنى مع اصحاب الساعة الحاديه عشر ” وعرفنى يارب كيف اخلص ” القديس ارسانيوس .