مريم … علاقتها بالسيد ليست كأي علاقه … هو لها المعلم والراعي والمفتقد بالخلاص والفرح …. مكانها المفضل هو الجلوس عند قدميه كإبنه تستلذ حديث ابيها لها .. تضع يديها علي رجليه وترفع عينيها نحوه وكلها اذان صاغيه … وبين الحين والآخر تترقب ان يرمقها بنظراته الحانيه … وإذ ربت بيديه الدافئة علي رأسها … صارت في سماء جديده لا تريدها ان تنتهي … فهي منذ ان عرفته … وصار الجلوس عند قدميه هو غايه الراحه … تارهَ لتدهن بالطيب قدميه وتمسحهما بتاج كل امراه … شعرها، وتارهَ اخري لتسمع صوته العذب وكلماته الحلوه كالشهد فتروي ظمأ روحها …..فهي عرفت طريقها للنصيب الصالح ….انه هو كل شئ .. وليس معه آخر.
تمر الأيام وتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن … يموت اخيها الوحيد والذي بدا من المشهد انها لم يكن لها بالدنيا هي واختها سند سواه، وكان حزنها شديد … ولما لا ….وهي بشر اذ احبت وفقدت .. كان من حقها ان تحزن . ولكن حزنها هذه المره كان مختلف لانه اختلط بمشاعر رجاءٍ و عشمٍ بمن قد سلمت له مقاليد الحياة انه سوف يقود الدفه بالفرح طوال الوقت وليس الوجع … فخاب املها. ولأول مره من ثقل المرارة … تستكن وتُخْمِد لهفتها للسيد المعلم !!!
نعم يا رب
هذه حقيقه .. ليست مريم وحدها .. فكم من مره وقعت اسيره حزني وكآبتي وامتنعت عن وقفه صلاتي … ليس عقاباَ لشخصك .. فحاشا … وإنما عندما يبلغ الحب ذروته … يملك العتاب والشجن علي النفس ايضاََ.. سمعت اختها ان يسوع آت فخرجت لتلقاه … وأما مريم فاستمرت جالسه في البيت يو١١:٢٠ … اتخيلها منكمشة في نفسها ودموعها في سباق بلا نهايه … ليس فقط لفراق اخيها وإنما لان المعلم في الطريق … كم تشتاق نفسي للقاه ، للكلام معه ، اشتاق ان ارتمي في حضنه ، أساله أين كنت يا سيدي ؟ ، افهم منه هل انا وحياتي لم نٌعنيك لتنظر لي ؟؟
…. كل هذا صراعٍ في داخلها ولكن عزه نفسها الحزينه منعتها من ان تذهب مع اختها للقاه . وظلت بالمنزل ..
لا يا مريم
… من تركت العالم لاجله واخترت موضع قدميه مسكّن لك هو يعلم كل هذا بل اكثر … هو يعلم ما يدور بداخلك الآن … هو يعلم مشاعرك المجروحة ويعلم إن صحَّ التعبير مزيج الشوق والحب بالغضب الذي داخلك تجاهه … هو يفهم ويشعر بك لأنك وإن كنت انت قد اخترت عند قدميه موضع ، هو جعل لك قلبه مسكّن وأسكنك حدقه عينه .
وهو في ملء الحنان و الرقه مستعدٌ للتعامل مع مشاعرك وآمالِك المحطمة
يرسل
المعلم برسالته مع الأخت ، قولي لمريم فقط ” المعلم يدعوك” يا للهول من ذاك الحب الغامر … انه يدعوني … هو الذي يريد رؤيتي … يا لها من دعوه … وياله من عشق بك يا سيدي … انا في قلبك … انا خاصه جدا … احلي واطرب كلمات علي مسامعي عندما يناديني … لم يتحمل حزني … لم يتحمل امتناعي عن الصلاة … وكيف للحبيب ان يكتفي من محبوبته … وكيف بعد ان يدعوني أظل بمكاني ….” فلما سمعت مريم قامت سريعاَ وجاءت اليه ” جاءت تبحث عن مكان راحتها….. قدميه .. “فخرت عند رجليه”.
وانتهت القصه بالنهايه السعيدة … و الأكثر من ذلك ان المعلم افتقد الجميع بالفداء بعدها بأيام قليله عندما قدم ذاته ذبيحه حيه علي عود الصليب وحملنا كلنا فيه ليهبنا معه أيضا قيامه الحياه الابدية .
ليس بالضروره كل مرهٍ المخلص ٌيقيم ال …. لعازر الذي بحياتي وحياتك …..فحتي لعازر … قام ثم مات بعد حين.
ولكن النهايه السعيدة التي أذوب بها شوقاَ … هي أنشودة الحب العذبة الثريه التي بين العروس وعريسها … لتخلد بأكاليل البر في ملكوت السموات.