قديماً ترنم داود النبي بحلاوة الكنيسة و عبر عن فرحه بها فقال “فرحت بالقائلين لي إلي بيت الرب نذهب” مز )١:122( و “واحدة سألت من الرب و إياها ألتمس، أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر إلى جممال الرب، و أتفرس في هيكله” مز )٤:27(. و هذه هي حقيقة مشاعر الأنسان المسيحي الروحاني المرتبط بالكنيسة، ليس كمبني فقط بل بالحياة الليتورجية الكنسية اليومية
فالكنيسة كمبني بكل تفاصيله ليس مجرد رسم هندسي أو تحفة معمارية، إينما هو بالأكثر أعلاناً عن الحياة السماوية كما يقول المؤرخ الكنسي يوسابيوس “أن الكنيسة المنظورة تُبني علي صورة الكنيسة غير المنظورة … هي السماء علي الأرض”. و يقول القديس أوغسطينوس “كنيسة الله هي السماء …”. و في حديث القديس يوحنا ذهبي الفم عن الذين يواظبون علي إجتماعات الكنيسة، يقول “يليق بنا أن نخرج من هذا الموضع نحمل ما يليق به كموضع مقدس، كأناس هابطين من السماء عينها … علموا الذين في الخارج أنكم كنتم في صحبة السيرافيم، محصيين مع السمائيين، معدودين في صفوف الملائكة، تتحدثون مع الرب و تكونون في صحبة السيد المسيح …”
فالكنيسة هي بيت الصلاة، و هي مكان ألتقاء و إجتماع السيد المسيح (الذبيح و القائم) مع أولاده و شعبه. ففيها تقدم القرابين و ترفع الصلوات و تقام القداسات و تمارس كل الأسرار الآلهية لنوال غفران الخطايا. و لذلك يحرص المسيحيين علي السكني بجوار الكنيسة و بالأخص بعد الهجرة خارج مصر حيث الكنيسة الأم
أنها شهادة حية و حقيقية لعمل الرب الآله القادر علي كل شئ، الذي يهتم بأولاده و شعبه في كل مكان في العالم لكي يفرحهم بوجوده في وسطهم، كما كان يفرح شعبه في العهد القديم بوجوده في خيمة الإجتماع (كنيسة العهد القديم)، و هكذا أستمر المسيح الهنا حاضراً وسط شعبه بجسده و دمه الأقدسين علي المذبح في العهد الجديد و ذلك حسب وعد الرب لإشعياء النبي “آتي بهم إلى جبل قدسي، و أفرحهم في بيت صلاتي، و تكون محرقاتهم و ذبائحهم مقبولة على مذبحي، لأن بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب” )إش ٧: ٥٦(
نحن نشكر ألهنا الصالح و ربنا يسوع المسيح لأنه أعاننا علي أن يكون هناك كنيسة في مدينة برامتون، حيث اراد الله أن يُفرح شعبه بوجود كنيسة في هذه البقعة علي يد كهنة و خدام أمناء منذ عام ١٩٩٢م.، حيث تم شراء الكنيسة الصغيرة و أستمر عمل الله في هذه الكنيسة بالرغم من ضعف الإمكانيات و قلة الموارد، حيث تم بناء الكنيسة الكبيرة لكي تكفي إحتياجات الشعب. و في الأول من يناير عام ٢٠١٢م. كانت صلوات القداس الآلهي مرفوعة بالشكر و التسبيح للمسيح آلهنا “لأنه عظم الصنيع معنا فصرنا فرحين”. و ها نحن نحتفل في عام ٢٠١٧م. بمرور ٢٥ عاماً علي بداية الخدمة و تأسيس مذبح علي أسم رئيس الملائكة ميخائيل و القديس تكلا هيمانوت
و إذ ننتهز هذه المناسبة لنتقدم بخالص الشكر، و من أعماق قلوبنا، إلي نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا أسقفنا المبارك علي تعبه معنا و علي تشجيعه المتواصل لنا جميعاً في الخدمة، طالبين صلوات نيافته عن ضعفنا. و نسأل الله أن يحفظ حياته لنا سنين كثيرة متمتعين بأبوته الحانية و محبته الفياضة و بثمرة خدمته و تعبه المبارك
و أيضاً نود أن نشكر كل الآباء الأساقفة الأجلاء و الآباء الكهنة الموقرين و الشمامسة و الخدام الذين تعبوا علي مدار الخمسة و العشرين عام، سواء في تأسيس الكنيسة أو متابعة الخدمة بكل أنشطتها و أيضاً كل الذين ساهموا و شاركوا سواء بالصلاة أو بالخدمة أو بالمساندة أو التشجيع أو بالتعضيد المادي أو المعنوي
كما نشكر أيضاً كل خدام الكنيسة المباركين الذين يخدمون بكل همة و نشاط و محبة و عطاء و إنكار للذات. و نطلب من الرب يسوع أن يكافئ الجميع علي تعب محبتهم و يشملهم بنعمته الفائقة بشفاعة القديسة الطاهرة العذراء مريم و رئيس الملائكة ميخائيل و كاروز ديارنا المصرية القديس مار مرقس الرسول و القديس العظيم تكلا هيمانوت و بصلوات صاحب القداسة البابا الطوباوي المكرم الأنبا تواضروس الثاني و صاحب النيافة الحبرالجليل الأنبا مينا. الرب يحفظ لنا حياتهما سنين كثيرة و أزمنة هادئة سالمة مديدة