جوزسيفين سليمان
باتت الحياه وأصبحت في شكلٍ غير ما اعتادناه ، او تذوقناه منذٌ سنوات ليست بالبعيدة
صارت مزدحمة من لا شئ، وبدت مٌضججه بضوضاءٍ من صنيعنا
وبين وسائل التواصل التي لا حصر لها ،وبين الإعلاميات التي طغت علي طبيعتنا وكأن كلّ منا وٌلدَ صحافي …ومع هذا زاد العطش …و الجوع !!
فكلها صور برّٓاقه لحقيقه غائبة .. الكل عطشي للكلمه الطيبه ..والكل في حاجه لحبٍ و إهتمامٍ غير زائف .. يبحث ولا يجده !!!
ليس استجداء لمشاعرِ الآخرين وليس لملئ وقت فراغ .. وإنما هو ظمأ لحبٍ يروي وصدقٍ في المشاعر والصداقة النقيه … في وسط صوره باهته مشوشة من الصخب .
صورٌ كثيره لناس اكثر في ابتساماتٍ واسعه.. لا يمتد أثرها لأكثر من دقائق ، ان لم يكن ثوانٍ ، وقد يكون لا شئ من الأساس !!!
كلنا نتحادث وننتظر في شغفٍ لتبادل أطراف الحديث ..
وهناك البعض الآخر .. من لا يجد منْ يحادثه أو يسمعه أو يفهمه ليرأف به 😔…فيرمي جٌذافاً بمشاعره في كلماتٍ مستترهٍ لعلي وعسي يشعر به أحدٌ ويفهم ما لم يقوي علي البوحِ به …
+ السيده العذراء مريم …منذ حداثتها وهي في الهيكل .. لا نظير لها لتحكي معه ! لا صديق او قرين يشاركها مشاعر طفولتها .. ربما لم تعشْ طفولتها من الأساس .. لا لعبهٌ لها كباقي الأطفال أو عروسه تداعبها ككل بنت صغيره .. أودعها ابوها وامها الهيكل كنذرهم وهي في الثالثه من عمرها وكما يروي السنكسار كانت الملائكه هي التي تأتيها بالأكل ، وفِي عمر الثانية عشر كانت لابد أن تترك الهيكل… ولكن إليّ أين؟ !!…. حنه ويواقيم كلاهما سافر إليّ السماء .. لهذا اجتمع الكهنه و تشاورا ليقع الإختيار الإلهي علي الشيخ العجوز البار يوسف النجار ،والذي يكبر عن جدها بقليل . فهل هو مِنْ رفيق يمكن ان تحادثه ؟؟ علي الأقل إن حزنت يوماً او وٌجعتْ !! أو اذ فرحت ربما !!
فهل حديث مع الشيخ البار المٌسن يروي عطش صغيره في عمرها ؟؟
وحين جاءتها البشارة بالحبل الإلهي ظلت صامته لا تتحدث الي اي أحد كما هي .. أو بالأحرى تتحدث الي الشخص الوحيد الذي ينبغي و يجب علينا كلنا ان نحادثه .. ومع ذلك هو آخر من نبحث عنه لنتحدث معه ….
وزاد الأمر ان يوسف أراد تخليتها سراً ولَم يشأ أن يٌشهرها… وفِي باطن هذا معاني كثيره … الشك والظن ..
ومع هذا لم تفتح فاها… بل بقيت علي صمتها المقدس .
وفِي رأي انا الأصغر والأحقر اخواتي .. ولأنها العذراء أم كل فضائل .. فبالإيمان والتسليم كانت علي يقين أن مَنْ سمح بالأمر هو صاحب الأمر وله السلطان والتدبير ..
وقد كان بالفعل .. أرسل الله ملاكه ليوسف ليٌعلمه بحقيقه هذا الحبل الإلهي …
وبقيت أمنا العذراء مريم … أم كل البشر … حواء الجديده … علي صمتها المقدس ..
فرحت ، حزنت ، ابتهجت ، توجعت ، تعجبت ،،، ورأت ما رأت وهي في سكونها العجيب ” وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها “
+لم يكن لها صديق تفيض له بما في قلبها سواه ..
+لم يكن لها خِّلٌ تتجاذب معه أطراف الأحاديث ..سواه
+لم يكن لها عظه … ولكنها صارت هي عظه للأجيال ..
+فيا نفسي … ليتك تسكنين لدي الرب آمنه كل ايام حياتك
+… ليتك تتخذيه الصديق والرفيق ليٌشبع كل حبٍ واحتياج وعاطفه …
أفرغي كل طاقاتك وكلماتك وربما آهاتك ودموعك في جعبته … وانتظري كيف هو يكون الحنّان الحقيقي العجيب … الذي لا يٌخزي منتظريه …
لا تستجدي مَنْ لا يٌرجي فيه رجاء .. فالكلٌ متعبٌ ومعواز..
بل إلقي علي الرب كل همك وكل ثقتك …
وتشفعي بزينه جنس البشر .. الأم الحقيقيه … العذراء مريم والده مخلصنا وربنا يسوع المسيح …هي الحمامه الهادئة الوديعة الحسنه … صاحبه اعظم صمت مقدس