يٌحكي انه كان رجل شحاذ يتنقل بين الارصفة حتي رسيَّ به المطاف علي رصيف البطرخانه القديمة في ايام المتنيح مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس، وكان يٌدعي عّم باسيلي. لا يبدو عليه من مظهره شيئاً أكثر من مجرد شحاذ، قد ينعته البعض بالرجل المجذوب رث الثياب.. وفي يوم من الأيام نادي عّم باسيلي علي تلميذ البابا كيرلس وقال له ” قول للبابا كيرلس باسيلي عاوزك في حاجه مهمه” !!! وهنا ضحك التلميذ متهكماً ” حاضر هقوله يجي يشرب معاك الشاي في الصالون بتاعك علي الرصيف ” ثم انصرف وبالطبع لم يٌخبر البابا .
ولكن ما إن انتهي البابا من صلاه القداس الإلهي حتي وجدوه يهرع علي رصيف عم باسيلي ويحدثه بصوت خافت لم يعوا من كلماتهما معاً، سوي كلمه عّم باسيلي الساعة ١٠. والجميع بين العجب والخجل من أن البابا بذاته يٌجالس ذاك الشحاذ المخبول المٌزدري من الناس علي الرصيف فوق صندوقه الخشبي القديم.
…. حتي جاء المساء وبالتحديد الساعة العاشره وقف البابا بجانب نافذته ورأي ورأي معه كل الموجودين ناراً عاليه ف مكان عّم باسيلي فجري الجميع ليطفؤوا النار ، فلم يجدوا سوي أن عّم باسيلي قد تنيح ، فرجعوا بالخبر للبابا ليجدوه مازال ينظر من نافذته ويقول اذكرني يا عّم باسيلي امام عرش النعمه ودار بوجهه للجميع وأخبرهم عّم باسيلي كان من الآباء السواح !!!!
هنا أتذكر ونحن في صوم العذراء القديسه مريم .. كلماتها العذبه
” انزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين” لو ١:٥٢….
فيا من تتفاخر بجاهك او سلطانك او مالك او علمك … من أين لك هذا الفخر؟؟ … أنظر وتأمل كٌليه الطهر الباره العذراء .. مَنْ مثلها في الكرامه وهي التي حملت ابن الله في أحشائها لتصير أم الإله… مَن في مجدها مَنْ أعطت من جسدها جسد لخالق الكون برمته!!!
إنظري يا نفسي كيف يرفع الله المتضعين … كيف يرفع البائس من المزبلة ليٌجلسه مع رؤساء شعبه …
يا مَنْ تتفاخر وتنتفخ لذاتك .. أنظر تلك الفتاه الصغيرة العذراء مريم التي قد احتملت تلك الكرامه ..لأتعلم وتتعلم !!!
يا مَنْ تزدري كل عّم باسيلي تراه … أحسبني وأحسبك سنسأله الصلاه عنا يوماً أذكرينا يا أم الله وأم كل اتضاع حقيقي