ما هو التقليد الكنسي ؟ وماهي مصادره ؟ وهل من دليل علي التقليد المقدس من الكتاب المقدس ؟
مفهوم التقليد :
التقليد هو كل تعليم وصل إلينا عن طريق التسليم الرسولي اي انه التعليم الشفهي غير المكتوب في الكتاب المقدس ويقصد به في مفهوم الآباء الاولين انه اعلان الله الذي أعطاه للموءمنين من خلال الأنبياء والرسل ، ولولا تسليم الآباء الرسل لما وصل إلينا المبادئ العامه لطقوس الصلاه وطقوس القداس وصلاه المزامير والعظات او سيامه الكهنوت
مصادر التقليد المقدس :
١- تعاليم الرب يسوع الغير مكتوبة
٢- تعاليم الآباء الرسل
٣- صياغات قوانين المجامع المقدسة
٤- الليتورجيات وطقوس الكنيسه
٥- كتابات الآباء وحياتهم وتعاليمهم
٦- الألحان والتراتيل والأيقونات
التقليد في العهد القديم :
لم تكن هناك شريعته منذ آدم حتي موسي ولكنهم تسلموا من الرب ما هو الصواب وما هو الخطا وأمثال ذلك كتيره ، كيف عرف ابراهيم فكره بناء المذبح وكيف عرف نوح فكره تقديم الذبائح الطاهره وغير الطاهره وكيف عرف ابينا يعقوب تقديس الأماكن المقدسة التي للرب ودهنها بالزيت وايضا كيف عرف ابينا يعقوب فكره تقديم العشور وكيف عرف يوسف ان الزنا حرام وكيف عرف ابينا ابراهيم ان ملكي صادق كاهن والكهنوت الهاروني لم يكن قد تأسس بعد .
وفِي العهد الجديد :
لم يذكر الكتاب المقدس كل احداث وتعاليم ومعجزات الرب يسوع ” واشياء كثيره صنعها يسوع ان كتبت واحده فواحدة فلست أظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة ” آيات صريحه ذكرها الرسل عن التقليد ” اذ كان لي كثير لأكتب إليكم لم أرد ان تكون بورق وحبر لأني أرجو ان اتي إليكم وأتكلم فما لفم لكي يكون فرحنا كاملا ”
اهميه التقليد :
ا-التقليد هو الذي يشرح الكتاب المقدس ويقر قانونيه أسفاره وعرفنا كاتبيها واستطعنا ان نميز بينها وبين الأسفار الآخري الغير قانونيه ويقول العلامه أوريجانوس ” بالتقليد عرفنا ان الاناجيل الاربعه انها وحدها صحيحه ”
ج- التقليد هو الذي حفظ الإيمان الاورثودوكسي وتسلمناه حيّا نقيا واستطاع به اباء الكنيسه ان يقفوا ضد اي بدعه او هرطقة او فكر غريب .
ت- التقليد هو الذي شرح لنا طقوس الكنيسه وانظمه العباده المختلفة مثل رشم الصليب و شريعه الزوجه الواحدة والصلاه علي الراقدين وكل طقوس الكنيسه وتفاصيل العباده المسيحيه
الوسائط التي حفظت لنا التقليد المقدس :
١– الكنيسه ممثله في تعاقب أساقفتها ومعلميها حافظت علي التعاليم الإلهية والتسليمات الرسولية حيث ان النظام الكهنوتي المسيحي يرتبط أشد الارتباط بتلك التقاليد المقدسة بل انه قائم ومؤسس من الله لممارستها وحفظها ونشرها حيت أكد إكليمندس الروماني في رسالته الأولي الي كنيسه كورنثوس علي شرعيه الكهنوت من خلال الاساقفه ترجع الي صحه رسامتهم للخدمه من خلال تسلسل كهنوتي أسقفي يرجع الي المسيح من خلال رسله الاطهار .
٢– أقوال اباء الكنيسه القدامى وكتاباتهم خصوصا اباء القرون الخمسة الأولي بعد الميلاد لقربهم من عصر الرسل ولتطابق كتاباتهم واقوالهم علي تعاليم الرسل المتداوله في الكنيسه بالتقليد الشفهي
٣– كتابات مؤرخو الكنيسه القدامى متل يوسابيوس القيصري وسقراط وسوزومين حيت اشتملت كتاباتهم التاريخية علي الكثير من أقوال وكتابات اباء الكنيسه السابقين عليهم في الزمان
٤– تحديدات وقوانين المجامع المقدسة التي انعقدت في القرون الاربعه الأولي مع المجامع المسكونيه الثلاثه في حل المشاكل والبدع والهرطقات التي واجهتها الكنيسه في ذلك الوقت وكانت قرارتها متفقه مع التعليم الرسولي الثابت في الكنيسه فنحن نردد في صلواتنا قانون الإيمان الذي تثبت في مجمع نيقيه المسكوني في عام ٣٢٥ م وأكمل في مجمع القسطنطينية المسكوني في عام ٣٨١م وهو في الحقيقة تلخيص كامل لعقيده الكنيسه التي تسلمتها من الرسل بشأن ايمانها بلاهوت الأب والابن والروح القدس والتجسد والفداء والقيامه والصعود والمجيء الثاني للدينونه وحياه الدهر الآتي
٥– صلوات الكنيسه وطقوسها هي احدي الوسائط التي حفظت لنا التقليد الكنسي حيّا بالممارسة العمليه ، فإذا درسنا الليتورجيات القديمه في الكنائس الرسوليه وجدنا تشابه في التقسيم العام لصلوات القداس فهي تشتمل علي مقدمات ثم الجزء التعليمي ثم التقديس وفقا للنظام الرسولي المسجل في اعمال الرسل وفِي الدسقوليه ( كتاب تعاليم الرسل ) ،
مزج الخمر بماء لم ينص عليه الكتاب المقدس ولكن جميع الليتورجيات القديمه كانت تنص عليه وتنسبه الي المسيح في صلواتها وتتفق في ذلك كل التعاليم الرسوليه وأقوال الآباء القدامى مثل يوستنيوس واكليمنضس وكبريانوس ، نفس الشيء ينطبق علي القبله المقدسة واستدعاء الروح القدس وتحويل القرابين الي جسد ودم الرب كان جزء أساسي في قداسات الكنائس الشرقية وتكلم عنه القانون ٥٢ من الكتاب الاول من قوانين الرسل وتحدث عنه مار افرام السرياني وكيرستن الأورشليمي والبابا تاوفيلس الاسكندري . ايضا الصوم قبل التناول هو تطبيق للأوامر الرسوليه وفقا للقانون ٤٣ من الكتاب الاول من قوانين الرسل بيد إكليمندس يذكر القديس اوغسطينوس ( ٣٥٤-٤٣٠ ) ان الكنيسه الجامعة في كل مكان تراعي هذه القاعدة فلا يتقدم للمناوله سوي أشخاص صايمين ( باستثناء من يأخذ حل من اب اعترافه )
جميع طقوس الكنيسه والليتورجيات القديمه سواء الخاصة بسر التناول او العماد أر اللقان أو الصلوات الخاصة بالتكريس لرتب الكهنوت تعتبر كلها تراثا كنسيا ثمينا يحفظ لنا الكثير من التقاليد الرسوليه الشفهية .
لماذا ظل التقليد دون كتابه في الكنيسه :
١– لان المسيحيه ديانه تلمذه
٢– قال القديس باسيليوس الكبير ” ان التقليد ظل دون كتابه في الكنيسه وذلك عن قصد مقصود به ان لا يصل التعليم
( التقليد ) الي الخارجين عن الكنيسه والهراطقة .
ويجب هنا ان نفرق بين التقليد المسلم من الرسل والذي يتوافق مع الكتاب المقدس وأقوال الآباء وكتابات مؤرخي الكنيسه وقوانين المجامع المقدسة وتقليد الكتبه والفريسيون والمسمي بتقليد الشيوخ والذي وبخه السيد المسيح ” وأنتم لماذا تتعدون وصيه الرب بسبب تقليدكم ” وايضاً ” انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسلفه وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح ” الفرق واضح جدا ان التقليد المسلم من الرسل كما قلنا لا يوجد به اي تعارض مع الكتاب المقدس او تعاليم الرب او أقوال الآباء او المجامع المسكونيه اما التقليد الذي وبخه السيد المسيح فهو تعاليم الناس وفيه تعدي علي وصيه الرب .
ربنا يعطينا ان نتمتع بدسم طقوس الكنيسه ونكون متيقنين ان كل ما تقدمه الكنيسه من صلوات وأسرار هي تعاليم الرب يسوع . امين