شهدت عائلتنا الشهر الماضى معجزة حمايه يد الله لأخى المحبوب. نسجد لله شكرا وحمدا من اجل سلامه حياته . و بالرغم من ان “السلم” كان سبب الحادثه إلا أن هذه الخواطر تختص ب”سلم” من نوع اخر!
*كنت ارتب فى الأغراض فوجدت تلك اللوحه المطويه زمانا ، فتحتها بالوانها الباهته وملمسها الترابى ثم امسكت بـ “الزهر” وتذكرت اجمل الايام حين كانت لعبه “السلم والثعبان” هى المفضله لدى جيلى.
سحبت حجرا صخريا مع يعقوب اللاهث فى تلك البريه المليئه بالحيات هاربا من وجه الشر. و ما ان وضعت رأسى ورفعت عينى حتى رأيت “سلم” ملكى ، جوهرى،ذهبى،خشبى مقدس يصل الأرض بالسماء وفى الأعلى ملك الملوك ورب الأرباب فاتح ذراعيه يستقبل الفائزين .هؤلاء الذين صعدوا السلم وتغلبوا على الثعبان.
فى حماقه بدأت اضع قدمى على اول السلم المؤدى إلى الحياه متعجله الوصول تملأنى تلك الثقه الزائفه فى قدرتى على التسلق او الأستحقاق بالوجود فى تلك الحضرة المهيبه. القيت الزهر لعلَ يأتى برقم كبير يرفعنى فوق الأرقام والمربعات فاركض فى طريق الفضيله التى هى اعلى منى. وهنا صادفنى الثعبان ! فما كان لدى اى خيار سوى ان انزلق خارج اللوحه! وهكذا كلما اردت تسلق “السلم ” اعتمادا على قدرتى اضطر لترك اللوحه وكل مرة يكون السبب هو رسم ذلك الثعبان . وفى كل مره اصدر نفس التنهيده تنهيده الحسره بسبب السقوط وعدم الثبات فى الطريق. تنهيده الأمل الخائب باللحاق بالمتسابقين.
*تركت يعقوب يكمل رحلته إلى لابان خاله غير ناسيا المواعيد .وقررت ان اضع كل هدفى فى الوصول إلى الملك .وجدت كل المتجهين إلى المسابقه يحملون صليبا حتى الوصول الى ذلك “السلم” الجوهرى. سرت اقتفى آثار الدماء والحاملين الصليب حتى وصلت إلى “السلم” حيث الحق والحقيقه حيث الطريق حيث الله الظاهر فى الجسد مصلوبا من اجل تمام المواعيد. وحيث سحق رأس الحيه وصار الثعبان تحت الأقدام. تركت كل حمولى لإمسك بالسلم ! كل ما كان على هو ان ارفع يدى فى تسليم تام واصرار على الوصول للهدف . و صارت كلمه الحياه تسند وتشجع وتشحذ العزم: هيا”من يضع يده على المحراث لا ينظر للوراء”.وحين تزل القدم: “لا تشمتى بى يا عدوتى لأنى و ان سقطت اقوم”. وان اشتهيت خطايا كالخنزير اسمع الصوت: “نحن الذين متنا عن الخطيه كيف نعيش بعد فيها”وإن اطيل النظر تنادينى:” اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الأب” وطول الطريق وهو يملأ الفم و الجوف بالمن والسلوى إذ يعطينى جسده ودمه للحياه للنمو ومواصله الصعود.
*سلما جوهريا يسعى و يصعد عليه ملايين ملايين البشر اولئك الذين اتوا ومازالوا يأتون من كل صوب وجنس ولون يتركون كل مالهم ومن لهم من اجل عظم محبتهم للملك المسيح. ليس هناك فى هذه اللعبه “زهرا ” لترميه إلا زهر الذات و اللذات والمشئيه وحب الخطيه. وليس هناك غير “سلم”واحد هو الطريق والحق والحياه.
فها اليوم يا نفسى يوم مقبول ويوم خلاص وبدايه عام قبطى جديد فاطرحى عنك كل كبرياء و شهوه ارضيه وذات. ثبتى قدماكى فى عمل الخير وإن زللت فلا تضطربى وإن ضعفتى فلا تخورى لأنه فى الضعف يكمل بقوته. قومى إلتقطى فى إثر “فتياته” تلك الأنفس الباره التى احبت الإله العظيم الذى احبنا قبلا، فقدموا انفسهم ذبائح حيه للوصول إلى اخر اللوحه إلى المربع الأخير رقم ١٠٠ رغم كل الثعابين المرسومه على اللوحه ورغم السقطات و البدايات المتكرره لأن اعينهم كانت شاخصه اليه فاستناروا ولم تخجل وجوههم. أنظرى إلى نهايه سيرتهم وتمثلى بإيمانهم .
*ناديت على صغيرتى لنلعب” السلم والثعبان” قبل ان اطوى لوحه اللعبه فاحضرت التليفون لترينى لعبه جيلها وقالت لى وهى تحرك الأزرار فى سرعه: “ماما ان البلد كلها خرجت لتبحث و تصيد “بوكيمون” كلعبه جديده تحث المجتمع على الحركه بغض النظر عن عيوبها.” فطويت اللوحه وطلبت من الله ان يجعلنا نجد فى البحث عن الفضيله كاولئك الباحثين عن “البوكيمون”