كلمة اليوبيل تعني القرن، لأن الإعلان عن هذه السنة كان يبدأ دائماً بالنفخ في القرن. فقد أمر الله شعبه المختار في العهد القديم أن يعملوا أعمالهم لست سنوات متتالية ثم يرتاحوا في السنة السابعة، و يستمروا علي تكرار هذا الأمر لمدة سبع مرات ثم يحتفلون في السنة التالية باليوبيل و هي السنة الخمسون. فما هي سنة اليوبيل؟
سنة راحة للأرض: ففي السنة السابعة لا يجوز زرع الأرض أو حصدها، “ست سنين تزرع حقلك و ست سنين تقضب كرمك و تجمع غلتهما. 4 و أما السنة السابعة ففيها يكون للأرض سبت عطلة سبتاً للرب. لا تزرع حقلك و لا تقضب كرمك” (لا 3:25-4). و قد كان يُسمح بالزراعة في السنة السابعة فقط في حدود دفع الجزية أو الضرائب أو للتقدمات؟، أي فيما يقدم للرب. “يوبيلاً تكون لكم السنة الخمسون لا تزرعوا و لا تحصدوا زرّيعها و لاتقطفوا كرمها المحول. 12 أنها يوبيل
مقدسة تكون لكم. من الحقل تأكلون غلتها” لا 11:25-12. أي كان يُسمح بزراعة حقل صغير و ليس كل الأرض للإستهلاك اليومي و ليس بغرض التخزين أو البيع
سنة العِتق: فيها يتم عِتق العبيد و يرجع كل واحداً لأهله و الأرض المرهونة لأصحابها و الدائنون يعفون عن المديونين، “و تقدسون السنة الخمسين و تنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلاً و ترجعون كل إلى ملكه و تعودون كل الى عشيرته” لا 10:25
سنة البركة و الإيمان: “و إذا قلتم ماذا نأكل في السنة السابعة إن لم نزرع و لم نجمع غلتنا. 21 فأني آمر ببركتي لكم في السنة السادسة فتعمل غلة لثلاث سنين. 22 فتزرعون السنة الثامنة و تأكلون من الغلة العتيقة إلى السنة التاسعة. إلى أن تأتي غلتها تأكلون عتيقاً” لا 20:25-22. و هنا نفهم أن البركة من الرب و ليست من كثرة العمل
سنة الرب المقبولة: حينما دخل السيد المسيح المجمع، دُفع إليه سفر إشعياء النبي، ففتح السفر و قرأ كما جاء في أنجيل معلمنا لوقا البشير “فدفع إليه سفر إشعياء النبي. و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. 18 روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق و للعمي بالبصر، و أرسل المنسحقين في الحرية. 19 و أكرز بسنة الرب المقبولة” لو 17:4-19. فهذه السنة ليست للراحة بمعني الكسل و لكن للعمل الروحي الذي يُرضي الرب من قراءة الكتاب المقدس، للصلوات و التسابيح، فهي تذكار للراحة الأولي التي كانت في الفردوس و تذكار للراحة الموعود بها في الأبدية
سنة شكر للرب علي عمله: و بالنسبة لنا شعب كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل و الأنبا تكلا في برامبتون، هي سنة شُكر … سنة شكر قبل أن تكون سنة إحتفال، سنة شكر للرب علي عمله طوال 25 سنة ليس فقط في الأبنية و لكن للبناء الروحي للنفوس و لعين الله الساهرة علينا من أول السنة إلي أخرها
نطلب صلوات حضرة صاحب الغبطة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية و شريكه في الخدمة الرسولية، الساهر علي الرعية، نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا أسقف ميسيساجا و فانكوفر و توابعهما، لكي ما يكمل الرب عمله في الكنيسة و شعبه و رعيته لخلاص نفوسنا و لمجد أسمه القدوس