كلمة قداسة البابا فى قداس عيد اليلاد ٢٠۱٧
بسم الآب و الابن و الروح القدوس ، الإله الواحد آمين ، تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين. أهنئكم أيها الأحباء بعيد الميلاد المجيد والعام الجديد
٢٠۱٧ .
أودّ أن أرسل التحية لكل الشهداء الذين سالت دماؤهم لتصير الكنيسة البطرسية كنيسة الشهداء وبشفاعتهم نعيش ونخدم ، ونصلي من أجل أبنائنا المصابين لكي يكمل الرب شفاءهم.
ويطيب لي أن أذكر أسماءهم…….. وقد ذكر اسماء الشهداء في العظة
بالإصالة عن نفسي وبالنيابة عن المجمع المقدس وجميع الهيئات القبطية أشكر تهنئة وحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، واعتذر عن ضيق المكان لأسباب الترميم .ثم ذكر قداسته الهيئات والسفارت و الجهات وأسماء المهنئين. أودّ في البداية أن أرسل التحية و التهنئة لجميع الاساقفة والكهنة في امريكا وكندا وأوربا وأمريكا اللاتينية ، وأفريقيا وأورشليم وأستراليا ، ونرحب بكل الذين شرفونا.
عيد الميلاد المجيد نفتتح به العام الجديد. و نحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد ونسعد بالمشاركة مع كل أحبائنا باحتفالات الميلاد المجيد، أحب أن أذكركم أن الله عندما خلق الإنسان في البدء أوجد له كل مصادر الطبيعة الشمس والقمر والنجوم والحيونات والبهائم والبحر ومصادر المياه ومصادر الطاقة وكل ما يحتاج إليه الإنسان على الأرض، وسلمها لآدم كملك متوج، ولكن كسر آدم الوصية وبدأت الخطية تنتشر وامتدت إلى كل الأشكال الوحشية و صار الإنسان بئرا للرغبات ومع انتشار البشر، انتشرت بعض الفضائل مثل العطاء والتعاون، ولكن انتشرت معها الخطية وأصبح الإنسان يحمل بعض الفضائل مع الخطية، وأريد أن أحدثكم عن فضيلة يفتقدها الإنسان وهي فضيلة التطلع للسماء
والمدهش أن كل البشر يرون السماء … ولكنهم يختلفون في رؤيتها …. البعض يلجأ إليها أحياناً، والبعض لا ينظر لها ، و البعض يراها و لا يركز عليها ، وقليلون هم الذين يتطلعون لها. ولكن أصبح الإنسان يتناسى السماء.
في قصة الميلاد نتقابل مع شخصيات ركزت علي السماء
أولهم : شخصيات السماء
– العذراء مريم :- كانت فتاة نقية تعيش في الهيكل وتخدم الله. العذراء كانت قديسة تتطلع للسماء التي عندما جاءت لها البشرة أنها ستلد المسيح بدون رجل و كانت مستحيلة في علم البشر، استجابت للبشرى لأنها كانت تتطلع للسماء.
٢- الرعاة :- .. الرعاة البسطاء الأمناء الذين كانوا يتطلعون في الليل إلى السماء … فظهر لهم الملاك و قال لهم ها أنا أبشركم بفرح عظيم لأنهم كانوا يتطلعون للسماء. وكان هذا في بيت لحم وكلمة بيت لحم عبرية، و تعني بيت الخبز
٣- المجوس :- كانو حكماء من المشرق ، فكانوا يتطلعوا للسماء وعندما رأوا نجما يدل علي ميلاد ملك حملوا هداياهم و ذهبوا إلى بيت لحم رافعين عيونهم للسماء وإلى النجم الذي أرشدهم عن مكان ميلاد الرب يسوع … وحملو له ذهبا ولبانا ومرا وهدايا لا تقدم لطفل. فذهب له الملك فسأله هل أنت سعيد؟ …. فقال له نعم …. فسأله الملك هل لديك قميص ؟ …. فقال يا جلالة الملك ليس عندي قميص…. فاكتشف الملك أن سر السعادة موجودة في قلبه بداخله.
– سمعان الشيخ :- كان يعمل مترجم من اليونانية إلى العبرية … وأثناء الترجمة السبعينية، عندما كان يترجم عبارة “ها العذراء تحبل وتلد” أراد ان يستبدل كلمة عذراء بكلمة امرأة ، ولكن ظهر له ملاك قال له اكتب ما هو أمامك… وبشره برؤية المسيح .
و في سن أربعين يوماً استطع أن يحمل المسيح على ذراعيه و قال عبارته الشهيرة ” الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام ” و كان يتطلع إلى السماء حتي رأي المسيح.
٥- حنة النبية :- وهي كانت أرملة و كانت تسبح وهي أرملة متطلعة للسماء.
الإنسان ينشغل بالأرض و بالأرضيات وكل ما هو على الأرض له سعادة محدودة سريعا ما تنتهي …. ولكن السعادة الآتية من السماء تدوم، ولذلك نصلي و نقول عبارة ” كما في السماء … كذلك علي الارض …”
ثانيا : ما هي فائدة التطلع للسماء
١- أنت تتطلع إلى الله الخالق مصدر وجودك الذي وهبك المسئولية والعلم والموهبة، وكل المعطيات التي يتنعم بها الإنسان، الله الخالق الذي يرعاك و الذي عينه عليك من أول السنة إلى آخرها.
٢- تطلع إلى النور … لا أقصد النور المادي ( النجوم )، بل أقصد النور المعنوي الذي ينير في قلبك و يجعل قلبك مستنيرا … و نسمع عبارة ” أعمى القلب” …. عندما يكون قلبك منور تستطيع كل شئ بحكمة و يكون لديك الاستنارة.
٣- مجتمع الفرح … الشعوب تبحث عن السعادة …. ولكن تبقى السعادة الحقيقية في السماء … لأن كل ما هو على الأرض …. ينتهي بسرعة و يحمل سعادة مؤقتة، وأما فرح السماء دائم.
يحكى عن ملك كان يبحث عن السعادة وكان دائما ما يسأل الناس عن مصادر السعادة…. و كان كل شخص يقول له مصدر مختلف لا يجلب السعادة، حتى أتى له شخص و قال له أن السعادة لها قميص عند إنسان فقير يعيش خارج المدينة، فذهب له الملك فسأله هل أنت سعيد؟ …. فقال له نعم …. فسأله الملك هل لديك قميص ؟ …. فقال يا جلالة الملك ليس عندي قميص…. فاكتشف الملك أن سر السعادة موجودة في قلبه بداخله.
٤- مجتمع السلام : عندما تطلع إلى السماء ، ترخص الأرض في عينك … تمتلك طاقة الفرح …. عندما تتطلع إليها تتطلع إلى السلام الكامل الموجود في السماء.
– مجتمع القديسين : عندما نتطلع للسماء نتطلع إلى مجتمع القديسين و يصبح لك أصدقاء من القديسين و تشعر بالسعادة ، و يقول القديس بولس لي اشتياق أن أنطلق وأكون مع المسيح
نصلي ألا نرتبط فقط بالأرض بل بكل ما هو في السماء لأن موطن روحك هو السماء ، لذلك يجب أن تتطلع الروح إلى موطنها الأصلي. نحن نصلي من أجل كل شخص في مسئولية ونصلي من أجل كل الذين في شدة وكل بلدان أحباءنا في الشرق الأوسط وجميع الأزمات ونصلي من أجلكم جميعا وكل عام وأنتم بخير. و لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين .