أختيار :ھنـــد نــــيروز
ذھبت لأعظ ( محكوم عليھم بالأشغال الشاقة المؤبدة لجرائم قتل، في ٦٧) سجينا من بينھم ً سجن ” ميتشيجان ” بأمريكا، وھناك ألقيت عظة وبكيت كثيرا ﱠ ثم ﱠھت توج إلى ھؤلاء التعساء وكنت أمسك بيد الواحد بعد الآخر ﱢي وأصل لأجله، وبعد أن أنتھت الخدمة قال لي مأمور السجن: أتذكر أخر ً رجل؟ لا، أتريد أن تعرف شيئا عنه؟ نعم، فقال: ھو توم جالسون، دخل السجن منذ ثمانية أعوام من أجل جريمة قتل، وكان أجرم المسجونين ﱠذين ال رأيتھم في حياتي! وبسببه قضيت ليلة عيد الميلاد في سرعُ مكتبي بالسجن! وفي الصباح وأنا ً أ قاصدا منزلي وجيوبي مليئة بالھدايا لأبنتي الصغيرة، لمحت طفلة يستر جسدھا ثوب رقيق قديم وفي رجليھا حذاء مھتريء وفي يدھا علبة صغيرة من الورق فتركتھا وتابعت سيري، ﱠھا ِ ولكن أسرعت خلفي قائلة: ھل أنت يا سيدي مأمور السجن؟ نعم، من أنت ولماذا لم تمكثي في بيتك؟ ليس لي بيت فقد ماتت ﱢي سبوعينُ م منذ ُأ أ في دار الفقراء، وقد عرفت منھا ﱠ ،ً أن أبي توم جالسون مّ مسجونا فھل مّ تتكر وتدعني أرى والدي؟ فاليوم عيد الميلاد وأحب أن أقد له ة،ّ ھذه ِ الھدي لا، عليك أن تنتظري اليوم المخصص للزيارة، ثم تابعت سيري ﱠھا ولكن أسرعت ورائي وأمسكت بطرف سترتي وقالت مستعطفة والدموع تملأ عينيھا وجسمھا يرتعش: لو ﱠ أن ابنتك الصغيرة كانت مكاني، ماذا كنت ستفعل لھا؟ تأثر المأمور وامتلأت عينيه بالدموع، وأمسك بيد الطفلة وعاد إلى مكتبه بالسجن، وأجلس الفتاة بجوار المدفأة، وأمر بإحضار والدھا، فما أن رآھا ﱠى حت بّ ر وجھه ّتغي ً وقط جبينه، وقال غاضبا: نللي! ماذا تفعلين ھنا؟ اخرجي وعودي إلى ﱢك، م ﱢي ُأ م ماتت، ُأ ريدُ وأخي جيمي مات بعدھا، وأنا وحيدة واليوم عيد الميلاد وأ أن تقبل ھدية من جيمي، وفتحت علبة صلةُ صغيرة وأخرجت منھا خ صغيرة جميلة من الشعر ووضعتھا في يد أبيھا قائلة: لقد قصصتھا من رأس جيمي قبل أن يدفنوه! ً شھق الرجل بالبكاء كطفل وانحنى واحتضن طفلته، لقد كان منظرا ً ً مؤثﱢرا جدﱠا لم يستطع المأمور أن يحتمله فخرج وتركھما وحدھما، ﱠ ثم عاد بعد ساعة فوجد الرجل ً ً جالسا بجوار المدفأة وعلى ركبتيه ابنته، فنظر إليه ً خجلا وبعد برھة قال: سيدي ليس معي نقودا عطيھا لابنتي، ثم خلع سترة السجن وطلب بدموع أن يعطيھا لابنته لتحتمي بھا من البرد، فقال ُلأ المأمور: لا يا جالسون، لتكن سترتك لك وابنتك ستكون تحت رعايتي، فسوف آخذھا معي إلى بيتي، وستعمل لھا زوجتي كل ما يلزمھا، فقال جالسون: ليباركك الرب! بقيت الطفلة في منزل المأمور سببُ دﱠة سنوات، وأصبحت مؤمنة بالرب يسوع المسيح، وبعد ذلك آمن توم جالسون ولم يعد ِع ي ﱠة أي ً متاعب في السجن، ً ونظرا لسلوكه الحسن صدر ةّ قرارا بالعفو عنه، وھو الآن يعيش حياة مسيحي مستقيمة مع ابنته. أحبائي.. ﱠ إن الطفلة الصغيرة التي ﱠنت ،ّ لي قلب والدھا الحجري وقادته إلى التوبة ة عيد الميلاد الصغيرة، موجودة في بيوت كثيرة، والفرق بينھم وبين جالسون ﱠه ّبھدي أن استغل فرصة التوبة عندما أتته، فتاب وآمن بالرب يسوع وكانت أحب آية إلى قلبه: ” ﱠ َ نَلأ ْ يحِسَمْال ذ ﱠا ِإ ُ نُك َ دْعَب اءَفَعُض َ يِ اتَم ِ ف ِ تْقَوْال ِ يﱠن َعُمْال ِ لْجَلأ
ويستطرد خادم : ھن اك وسط تيھي الذي إخترته … …لوحنيٌ بدأت شمس التجارب ت والأمواج والرياح تضرب سفينتي … أنا أعلم السبب ولكني لا أريد أن أبوح به … إنه تمردي وعنادي … وعلي ما يبدو إني لا اريد التراجع عن عنادي ورفضي ؛ فأنا ما زلت عند رأي… ولن أرجع عنه. ح ولكن ما لطمني أن النوتيه أقصد أصدقائي الذين كنت أحتمي بھم وأختبئ وسطھم ؛ ًقا … لقوا بي من حياتھم ٌ قرروا أن ي وفجأة وجدتني وحدي في حجرتي والظلام داخلي وحولي … حتي جاء صوته يھمس لي….
الله: ھل ما زلت في عنادك، ، ھل ما زلت تعتقد أنك تفھم أكثر مني !!!، ھل وجدت الراحه في ھروبك مني ، كيف كان سلامك ؟؟؟
خادم: يا ﷲ أنت تعلم إني أحبك … ولكني
الله: لكنك تحبنّي وتريد أن تحبنّي كما ھو علي ھواك أنت وليس كما أحب أنا
خادم: نعم يا ﷲ .. أنت تعلم كل شئ …. ولن أخٌفيك سراً بعد الآن … أريد أن أحبك ولكن بقانوني أنا
الله:والآن ؟؟
خادم: والآن……. ماذا تريد مني أن أفعل يا رب ؟
الله: أريدك أن تفتح قلبك … ليس عليك سوي أن تفعل ما أطلبه منك …إذھب تكلم معھم عني
…. وليس لك شأناً بشئٍ آخر ….
خادم: ولكني لست أحبھم …. أنا أخافھم ..!!
الله : أنا أعلم …. ولكنك لأول مره تبوح لي بما في قلبك …. الآن أنٌظر ما أنا فاعل بك .
خادم: سيدي ليكن لي كقولك
وذھبت وأخيراً أطعت … وقفت أمامھم وبدأت أفتح فمي وأتكلم … في البدايه كنت في طريقي لأعظ ولكني وجدتني أتكلم بالحقيقه عما إختبرته مع سيدي …
وعندھا احسست قلبي ولأول مره يشتعل بنار الحب لسيدي وأنا أحكي عنه ….
ولم أعد أبالي بمن ھم … بل صرت أستفيض وأنا أحكي عنه وأستطرد في روعته …. ومع الوقت … وٌلدَٓ في قلبي حبٌ جديدٌ ؛ نبعه حبي له …
لم أعد آراھم ھم … أو شرھم أو خطيتھم … بل رأيت صورته في كل واحد منھم .
لم أعلم … وأعتقد إني لن أعلم ….. وربما لا أريد أن أعلم ….
إن كان أحدُ فيھم تغير أم لا …..
ولكني وجدت ضالتي المنشودة في أن أستمر أن أحكي عن مَنْ تحبه نفسي ، فتلاوه اسمه صارت سلوتي وسعادتي ونشوتي التي أعلو بھم فوق العالم .
حقاً لم يكن ھو بعيداً عني … كان فقط في إنتظار أن أحاججه وألتقي به عن موعدٍ في العمقِ لأنمو فيه و به وإليه.
وحتي إن كان ھذا الموعد واللقاء …. في بطن حوتٍ ھو أعده لي .